الشيطان وقع اسيرهاروايات رومانسيه

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل 39 و 40

الفصل التاسع والثلاثون (أحبيني لا تتركيني)
دعيني اؤسس دولة عشق
تكوني انت الملكة فيها
واصبح فيها انا اعظم العاشقين
دعيني اقود إنقلابآ ..
يوطد سلطة عينيك بين الشعوب
دعيني اغير بالحب وجه الحضارة
انت التراث الذي يشكل في باطن
الارض .. منذ ألوف السنين.
احبك …..

كيف تريدين ان ابرهن ان حضورك
في الكون مثل حضور المياه..
ومثل حضور الشجر.
وانك زهرة دوار شمس-
وبستان نخل.. واغنية ابحرت من
وتر.

دعيني اقولك بالصمت.
حين تضيق العبارة عما اعاني
وحين يصير الكلام مؤامرة اتورط
فيها.
وتقدوا القصيدة أنية من حجر.
دعيني اقولك ما بين نفسي وبيني
وما بين اهداب عيني وعيني.

دعيني اقولك .. بالرمز .
ان كنت لا تثقين بضوء القمر.
دعيني اقولك..بالبرق او برزاز
المطر.
دعيني اقدم للبحر عنوان عينيك
إن تقبلي دعوتي للسفر.

لماذا احبك ؟
إن السفينة في البحر لا تتذكر
كيف احاط بها الماء..
لا تتذكر كيف اعتراها الدوار.
نزار قباني ♥️
♡♡♡♡♡♡♡♡
ايه الهزار البايخ ده يا موسى …بطل تهزر بالرخامة دي .!!
قالتها وهي تضربه على كتفه بينما تضحك بمرح ولكن لم يخفى عنه نظرات القلق بعينيها ….
نظر إليها والشعور بالذنب يمزقه…ما ذنبها أن يكسرها الآن في أهم يوم في حياتها…ازدرد ريقه وقال :
-اسف يا ليان بس مفيش خطوبة ..انا آسف سامحيني …ربنا بإذن الله يعوضك بالأحسن مني بكتير …أنا مش مناسب ليكي …وعرفت انك مش مناسبة ليا …مفيش خطوبة يا ليان. .ده قراري النهائي ……
-يعني ايه مفيش خطوبة ؟!
قالتها ليان بنبرة مرتعشة ثم أمسكت ياقتي قميصه وأخذت تهزه بقوة والدموع تطرف من عينيها :
-انطق يا موسى يعني ايه مفيش خطوبة ..ايه اللي انت بتقوله ده ..حرام عليك انت كده بتد.مرني …
تجمعت الدموع بعينيه وقال :
-أسف …أسف …
دفعته وصرخت وهي تضربه على صدره :
-أسف !!!ببساطة كده هو انت دوست على رجلي …انت كـ سرت قلبي …جاي عشان تشوه صورتي وتخلي الناس تقول عليا أن الراجل اللي بحبه سابني قبل خطوبتي بدقايق!!!ده قلبي يا موسى ..قلبي اللي اتكـ سر وانت بتقولي اسف …
دعك عينيه بتعب والأ لم يعصف به ثم نظر إليها وقال بأسف شديد:
-أنا مبحبكيش يا ليان …اكتشفت أن طول حياتي محبتش الا روان وأنا مقدرش اربط نفسي بواحدة مبحبهاش …أنا أسف!!!
نظرت إليه بذهول …رباه لابد أنه يمزح …لا يمكنه أن يكون جاد ….كيف يمكنه فعل هذا بها كيف ؟!!!…رباه أنها تختنق …انها تموت بالفعل وهو ينظر إليها بتلك الطريقة …بحثت عن الحب بعينيه ولم تجده …الشعور بالذنب في عينيه كان يطغي على كل شىء
وضعت كفها على قلبها وهي تتنفس بصعوبة …تشعر أن العالم يضيق بها …فجأة ضحكت بقوة ودموعها تنهمر من عينيها…أمسكته من قميصه وقالت:
-أنت بتكدب عليا ..انت بتخدعني… بتحاول تخوفني صح ؟!عايز تخضني صح ؟!انت متعملش فيا كده يا موسى …أنت بتحبني أنا…بتحبني ومستحيل تجرحني بالشكل ده حرام عليك …أنا كده ممكن أموت فيها …
-اسف …اسف …
كانت دموعه تنهمر وهو يقولها…..نظرت إليه وكأنها فقدت عقلها وصرخت :
-بطل تقولي اسف …بطل ….اعمل ايه انا بأسفك أنطق ؟! انت جاي دلوقتي تقولي مبحبكيش …مكتشفتش ليه من بدري …هو انا لعبة في ايديك يا موسى عشان مرة تحبني وتقرب ومرة تبعدني عنك …حرام عليك أنا هموت دلوقتي حرام …
كانت تصرخ وهي تبكي ….
-ربنا هيعوضك خير ..
قالها موسى وهو يهرب سريعا خارج الغرفة لتركض خلفه وهي تقول ببكاء :
-لا يا موسى متسبنيش ..حرام عليك متسبنيش
-ليان …
قالتها نسرين بصدمة وهي ترى صديقتها تخرج من الغرفة وتركض خلف موسى ….
خرج موسى مسرعا من مركز التجميل واستقل سيارته سريعا وذهب …خرجت ليان أيضا وما أن رأته غادر حتى سقطت أرضا وارتفع حدة صراخها ..
-موسى …موسى !!!
-ليان فيه ايه يا حبيبتي …فيه ايه ؟!
قالتها نسرين وهي تقترب من ليان وتضمها بفزع بينما كانت تقف ماريانا خلفهما وهي تضع كفها على فاها وعينيها تدمعان …
-موسى سابني يا نسرين…سابني …قالي أنه مبيحبنيش….جاي يكتشف دلوقتي أنه مبيحبنيش ..دلوقتي …..
طفرت الدموع من عيني نسرين وهي تضمها أكثر بينما ليان تبكي وتصرخ ….تشعر ان قلبها ينفطر من الألم ….ضمتها نسرين أكثر وهي تقول :
-اهدي …اهدي يا ليان …
…………
بعد قليل …..
وصل عدي الى مركز التجميل وهو يلهث بقوة …يتذكر اتصال نسرين به وقد أخبرته بإختصار ما حدث ….
-ليان …فين ليان ؟!
قالها ما أن دخل المركز لماريانا التي تجلس بالخارج …
-في الاوضة اللي جوا ..اتفضل حضرتك …
هز رأسه وهو يلج إلى الغرفة بينما جلست ماريانا مكانها وهي تتنهد بقوة ….تلك المسكينة …أنها محطمة …أن تعشق من يحطمك هو الهلاك بعينيه
..هي تعرف هذا الشعور جيدا …مسحت الدموع التي انسابت من عينيها ثم نظرت إلى خلفية هاتفها والتي كانت صورة لجورج اخذتها خلسة …كان يبتسم بسعادة …نادرا ما يبتسم عندما تكون موجودة ….يستغل أي فرصة ليخبرها أنه تزوجها رغما عنه وأنه لا يحبها وآخر مواجهة بينهما قررت انها لن تحاول مجددا وبالفعل الفترة الأخيرة تجاهلته ولكن حتى التجاهل لم يأتي بفائدة …تنهدت بتعب أنها تعيش مع رجل الثلج حرفيا !!!!!
…….
-ليان !!!
قالها عدي بفزع وهو يجد شقيقته تبكي بين ذراعي صديقتها …
ابتعدت نسرين عن ليان قليلا ثم قررت الخروج لتتركهما بمفردهما…
ما أن خرجت نسرين حتى نهضت ليان واتجهت إلى عدي وهي تندفع بين ذراعيه وتقول :
-سابني يا عدي …سابني في يوم خطوبتي …سابني …بيقول أنه مش بيحبني …بيقول أنه محبش غير روان…طيب وانا ايه…ليه يوهمني بالحب وبعدين يكـ سرني يا عدي ليه ؟!!
-ليان ..
قالها عدي بإختناق وهو يضم شقيقته الصغيرة ..كم يؤلمه قلبه لأنها تتألم بتلك الطريقة…لقد فعل المستحيل كي تظل سعيدة دوما ولكنه فشل …لقد تحطم قلب شقيقته الصغيرة …..
-أنا اسف يا ليان … أسف ..حقك عليا أنا …
-انا هموت يا عدي …أنا عايزة اموت مش عايزة اعيش تاني خلاص …
أبعدها قليلا وعانق وجهها وقال :
-وتسبيني …يعني موسى اهم مني …سابك يبقى هو حقـ ير وأنتِ هتنسيه وهتتجوزي اللي احسن منه بس متجبيش سيرة الموت على لسانك متوجعيش قلبي …
-انا قلبي واجعني اووي يا عدي …بفكر أنا عملتله ايه عشان يعمل معايا كده بس مش لاقية أي تفسير …ده انا حبيته اكتر من حياتي …كنت مستعدة اعمل اي حاجة تسعده …ليه الناس اللي بنحبها بتعمل فينا كده يا عدي …هو ده غلطنا اننا بنحبهم … غلطنا اننا بنخلي سعادتهم مسؤوليتنا…ليه عمل فيا كده ؟!ليه مفتكرش أنه بيحب مراته بس قبل خطوبتنا …ليه يكسر فرحتي في اليوم اللي حلمت بيه كتير يا عدي …أنا عمري ..عمري ما هسامحه ..أنا هكرهه يا عدي …زي ما حبيته في يوم من الايام هكرهه …زي ما حبيته اكتر من حياتي هكرهه قد الحب اللي حبتهوله …هو ميستاهلش ابدا قلبي …ميستاهلهوش
-فعلا هو ميستاهلش لا حبك ولا دموعك يا ليان …
ثم مسح دموعها وقال :
-يالا نروح البيت …
انهمرت دموعها مجددا وقالت:
-عدي الضيوف اللي في القصر عشان الخطوبة هنقولهم ايه …أنا مش عارفة هروح هناك ازاي واقولهم أن موسى سابني قبل الخطوبة …أنا …
-ششش ..
قالها عدي وهو يملس على شعرها ثم أكمل :
-انا هتصرف مع الضيوف دوول انتِ متقلقيش بس تعالي معايا يالا عشان نروح البيت مينفعش نقعد هنا اكتر من كده …
هزت رأسها ثم قالت وهي تنظر إليه :
-آسفة يا عدي …
عقد حاجبيه بحيرة وقال:
-بتعتذري ليه ؟!
بكت وهي تقول :
-آسفة اني وقفت قصادك عشانه هو …قولت كلام صعب عشانه …هو طلع ميستحقش …سامحني يا عدي …
قبل عدي رأسها وقال:
-انا عمري ما ازعل منك يا ليان ..أنتِ حتة مني …أنتِ اختي يا مهلبية …اغلي حد في حياتي كلها ومستحيل ازعل منك ابدا …يالا على بيتنا دلوقتي ..يالا يا حبيبتي ..
هزت ليان رأسها واتكأت على عدي وخرجت لتذهب لمنزلها ولكن الألم الذي في قلبها لم يقل بل أخذ يزداد مع مرور الوقت !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان يقف أمام غرفة العمليات …القلق ينهش قلبه …مازال يتذكر كيف أنها سقطت بين ذراعيه كالورقة البالية …لقد شعر بالهلع …لم يفكر في الطفل حينها …كانت هي تشغل باله …يخاف الحياة بدونها ….
-ياسين ….
كان هذا صوت والدته المضطرب …نظر ياسين الى والدته بعينين حمراء من فرط الجهد الذي يبذله لكي لا ينهار …وما ان اقتربت منه حتى ارتمى بين ذراعيها وأجهش بالبكاء وهو يقول :
-ورد يا ماما …ورد هتضيع مني !!!
ضمته والدته اكثر بهلع وهي تقول :
-ايه اللي حصل طيب ؟!
ولكنه لم يرد بل استمر في البكاء كالأطفال …فكرة انه يخسرها تقتله …انه يحبها …انها اهم شخص لديه كيف يمكن أن يخسرها …يخسر حبيبته…
-ياسين …ياسين يا بني انت بتخوفني …أنا مرضتش اتصل بوالدة ورد زي ما قولتيلي …هو الوضع خطير كده.يا ابني ولا ايه ؟!…
ابتعد ياسين قليلا وهو يمسح دموعه وقال بصوت مرتعش :
-معرفش ايه اللي حصل يا أمي …فجأة وقعت بين ايديا ولقيتها بتنزف …قالت انها بتجهض جبتها هنا ودخلوها عمليات مستعجل …أنا مرعوب يا أمي…حاسس ان الحياة ضيقة اووي مش عارف أعمل ايه ….هي بتضيع من بين ايديا …أنا ….
-أنت كملت اللي طلبه منك الشيخ أمجد ؟!
سألته والدته فجأة ..كانت لهجتها صارمة ولا تتوافق مع الموقف الحالي ….
أطرق ياسين برأسه وقال :
-لا…أنا حسيت انها بقت كويسة ف…
-فقررت تبطل من نفسك …وطبعا بعد ما التزمت في الصلاة رجعت تقطع فيها تاني …ليه.يا ابني يكون الحل في إيديك وتضيعه منك ليه يا ياسين …
شعر ياسين بالإختناق …نعم هو السبب هو من أهمل رغم تحذيرات الشيخ أمجد له ولكنه المخطئ الآن …
دعك عينيه بتعب لتحاول والدته ان تهدأ من نفسها قليلا وربتت على كتفه وتقول:
-ورد هتبقى كويسة بإذن الله يا ابني متخافش عليها ربنا يحميها هي وابنك ..
-هي السبب …هي السبب …
قالها ياسين بحقد وغضب…لتنظر إليه والدته فيكمل وهو يطحن أسنانه ..:
-جوري هي السبب في كل حاجة …هي اللي عايزة تدمر حياتي مع مراتي…هي اللي بتعمل السحر ده عشان تفرقني عن ورد …أنا فعلا مصدقتش قبل كده ان ممكن جوري تكون بالرخص والجنان ده بس فعلا طلعت مجنونة ومختلة ورخيصة …كل اللي نفسي اعمله دلوقتي اني اروح اخنقها …نفسي اقتلها واخلص منها ..نفسي …
-لا يا ابني لا …
قالتها والدته بخوف …كانت مرتعبة من ان يتهور ويفعل أي شئ يورطه بالمشاكل…فهي لا تريد أن يتورط ابنها بسبب تلك المرأة لقد شكرت الله لانه طلقها وابتعد عنها هو وابنته …وهي غير مستعدة أبدا ان تخسره …
– لا يا أمي مش هنرتاح الا لما تموت …لا أنا ولا أنتِ ولا ورد ولا حتى ياسمين …محدش فينا هيرتاح الا لما جوري تموت!!
وضعت والدته كفها على قبلها بفزع وهي تنظر الي الغضب والحقد بعيني ابنها وعرفت إنه يفكر في هذا بالفعل …إنه ليس مجرد مزاح او تهديد فارغ …ياسين يفكر في فعل هذا بالفعل …
ادارته إليها وقالت بصرامة :
-ياسين اسمعني وبصلي كويس …حط كلامي ده حلقة في ودنك يا ابني …ابعد عن جوري…متفكرش تقرب أو تأذيها …يا ابني متورطش نفسك بسببها ومتوجعش قلبي عليك ولا توجع قلب مراتك …فاكر يعني لما تأذي جوري وتدخل السجن احنا كده هنرتاح؟!بنتك هترتاح ولا مراتك المسكينة دي …فكر في عيلتك يا ياسين قبل ما تفكر تعمل اي حاجة ممكن تأذيك وتضيع كل حاجة …بلاش تخلي الشيطان يسيطر عليك …حكم عقلك واعرف ان اللي مع ربنا محدش هيقدر يأذيه…حافظ على صلاتك وأعمل اللي قاله الشيخ أمجد ومحدش هيقدر يأذيك …يا حبيبي اللي معاه ربنا ميخافش …خليك مع ربنا يا ياسين متبعدش عنه انت محتاجله ..دايما محتاجله متضيعش نفسك بإيدك ….
هز ياسين رأسه وهو يمسح بقايا الدموع من على وجهه فجأة خرج الطبيب من غرفة العمليات ليقترب منها بلهفة وقلبه يدوي داخل صدره …
-مراتي يا دكتور …
قالها ياسين والدموع تلسع عينيه ابتسم الطبيب في وجهه وقال:
-الحمدلله وقفنا النزيف والام والجنين بخير بس تحذير لازم لحد الولادة ترتاح راحة تامة وتبعد عن أي ضغط …تفضل نايمة على ضهرها علطول ومتقومش الا للضرورة القصوى وتتغذي كويس وطبعا أي سفر ممنوع لحد ما تولد بالسلامة بإذن الله كمان شوية هننقلها أوضة عادية وبعدين تقدر تزورها وبكرة تخرج للبيت ..
أطلق ياسين أنفاسه براحة وابتسم للدكتور وهو يصافحه وقال:
-شكرا …شكرا اووي يا دكتور…
-العفو يا أستاذ ياسين سلامة المدام ..
ثم تركه وغادر ليستند ياسين على الحائط وهو يغمض عينيه براحة ويقول بينما يضع كفه على صدره .:
-الحمدلله …الحمدلله يارب …
…….
بعد قليل …
تم نقل ورد الى الغرفة وذهب ياسين إليها ….
…..
دخل بقلب مرتجف الى غرفتها بالمشفى …كان نائمة على الفراش الأبيض …لم يرغب بإيقاظها ولكنه اراد البقاء معها قليلا …الخوف من خسارتها جعله يفكر بأشياء غير معقولة …ابتلع ريقه وهو يقترب أكثر ثم جذب كفها إليه وقبله برفق شديد ثم اتجه الى جبهتها ووضع قبلة لطيفة عليها ولم يسيطر على الدموع التي تحررت من عينيه وسقطت على وجهها …فتحت ورد عينيها وهي تشعر بوجودة …ابتعد ياسين قليلا وهو ينظر إليها بلهفة …عقدت حاجبيها بحيرة ومدت كفها وهي تمسح دموعه وقالت:
-بتبكي ليه ؟!
-عشان افتكرت أني خسرتك يا ورد ….كنت خايف مشوفكيش تاني ….
ابتسمت ورد وقالت :
-انا هنا يا ياسين مش هبعد عنك …هفضل طول عمري معاك …
-ده وعد ..
قالها وهو يشد على كفها بيد ويمسح دموعه باليد الآخرى …هزت رأسها بتعب وقالت:
-وعد يا ياسين ..عمري …عمري ما هبعد عنك …هبقى معاك دايما…أنت حب حياتي…مستحيل ابعد عنك ..
ضحك ودموعه ما زالت تطرف من عينيه:
-أنا همضيكي على اقرار بالكلام ده عشان لو فكرتي تبعدي عني وتمشي هحبسك …حتى لو اتصرفت بسخافة كالعادة متمشيش عشان بعدها هاجي اعتذر منك وحتى لو زعلتك برضه متمشيش عشان هعرف اصالحك برضه أنا هصلح نفسي اكتر عشان مزعلكيش تاني وتمشي بس تبقي معايا …مش عايز نفترق ابدا …
-حاضر …عيوني …
ابتسم لها وقال :
-أقولك.شعر ..
-قول يا باشمهندس…
قالتها مبتسمة ليقول هو
(دعيني اؤسس دولة عشق
تكوني انت الملكة فيها
واصبح فيها انا اعظم العاشقين
دعيني اقود إنقلابآ ..
يوطد سلطة عينيك بين الشعوب
دعيني اغير بالحب وجه الحضارة
انت التراث الذي يشكل في باطن
الارض .. منذ ألوف السنين.
احبك …..

كيف تريدين ان ابرهن ان حضورك
في الكون مثل حضور المياه..
ومثل حضور الشجر.
وانك زهرة دوار شمس-
وبستان نخل.. واغنية ابحرت من
وتر.

دعيني اقولك بالصمت.
حين تضيق العبارة عما اعاني
وحين يصير الكلام مؤامرة اتورط
فيها.
وتقدوا القصيدة أنية من حجر.
دعيني اقولك ما بين نفسي وبيني
وما بين اهداب عيني وعيني.

دعيني اقولك .. بالرمز .
ان كنت لا تثقين بضوء القمر.
دعيني اقولك..بالبرق او برزاز
المطر.
دعيني اقدم للبحر عنوان عينيك
إن تقبلي دعوتي للسفر.

لماذا احبك ؟
إن السفينة في البحر لا تتذكر
كيف احاط بها الماء..
لا تتذكر كيف اعتراها الدوار.
نزار قباني )
-واو قصيدة طويلة حفظتها لوحدك ومن غير ما تغلط دي معجزة تستحق الاحتفال …
-أنتِ المعجزة الوحيدة في حياتي اللي تستحق الاحتفال يا ورد …
ابتسمت له وفتحت يديها لينهض هو ويضمها بقوة…. ويقول:
-بحبك يا ورد ..
-وانا كمان يا حبيب ورد …
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي …
كانت ما زالت تجلس على فراشها بتعب وهي تفرك عينيها الحمراء من قلة النوم …ما أخبرها به يحيى بالأمس جعل النوم يطير من عينيها وجعلها تتقلب الليل كله …تنهدت بتعب وهي تتراجع على الوسادة محاولة النوم إلا أن كلمات يحيى ما زالت تدوي في عقلها …كييف يحبها …كيف ؟!ومتي حدث هذا ؟ عندما سألته لم تقتنع بجوابه واخبرته بصراحة ان تلك ليس الا مجرد شفقة ولكن عينيه كانت تكذب كل كلامها …المشاعر في عينيها جعلت قلبها يصرخ داخل صدرها وجزء ضئيل داخلها شعر بالسعادة ولكن عقلها أخبرها الا تصدق هذا …أخبرها الا تحيد عن طريقها بعد ان وجدته …هي وجدت طريقها…فقد قدمت في مدرسة التمريض وتعمل الآن لدى جورج الذي يساعدها ووالدتها تتحسن …حياتها تستقر فهي ليست محتاجة الآن لعمها او لأموال عمها …فكيف تضحي بكل هذا وتعرض حياتها للتشتت مرة الآخرى …كيف تضحي بكل هذا بكل غباء من اجله…فهي بعد ان وجدت أرضا ثابتة تقف عليها ..تعرض نفسها لخطر أن تقع في الهاوية مرة آخرى …إن وافقت على يحيى ستضطر لمواجهة والدته وسوف تكون هي الخاسرة في تلك الحرب ..فهو بكل تأكيد لن يفضلها على والدته ولا يجب أن يفعل هذا …ستحدث الكثير من المشاكل وهي لا تريد هذا بكل بساطة …تريد أن تعيش حياتها في هدوء دون صراع او حرب …ولا تريد أن تعرض والدتها للإهانة …ومشاعرها هي سوف تتعامل معها فليست هي أول فتاة ينكسر قلبها. ..ولا أحد يموت بسبب ان قلبه تحطم سوف تكون بخير …تنهدت بضيق والنوم يرفض القدوم لذلك نهضت وقررت ان تستحم وتنجز بعض الأعمال المنزلية بما ان اليوم هو اجازاتها ……
…..
بعد قليل خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها جيدا ثم اتجهت للمرآة الصغيرة وقامت بتمشيطه وربطه في هيئة كعكة وذهبت الى المطبخ لتعد لها الإفطار فالساعة ما زالت السابعة والنصف صباحا ولا تظن ان والدتها سوف تستيقظ الآن ….
…..
بعد قليل …
كانت جالسة على المقعد بالصالة تمسك شطيرة الجبن وكوب الشاي ..لقد نفذ العيش لذلك سوف تذهب للمخبز لإحضاره والحمدلله انها استيقظت مبكرا …..
انتهت من الإفطار وارتدت العباءة السوداء ومشطت شعرها في ذيل حصان وخرجت ….
…….
بعد نصف ساعة تقريبا كانت قد احضرت الخبز واتجهت عائدة الى المنزل ….ولكن تجمدت فجأة وهي تراه يقف أمام منزلها…اتسعت عينيها بقوة وهي تنظر الى هاتفها الصغير لتجد ان الساعة الثامنة والنصف ..ما الذي أتى به في هذا الوقت ؟!!تساءلت بصدمة ثم اقتربت منه بخطوات مسرعة وقالت وهي تتنفس بضيق :
-انت …انت بتعمل ايه هنا ؟!جيت ليه ؟!!افرض حد شافك يقول ايه دلوقتي ….
كانت غاضبة بشدة …وجهها محمر من الغضب وهي تنظر إليه بدون رضا …المجنون كيف يأتي الى هنا …كيف يورطها ويعرضها للقيل والقال ففي هذا الحي ان راى احدهما يحيى هنا يقف بجوارها لن تنجو من كلماتهم السامة…بالتأكيد سوف يتبلون عليها وآخر ما تريده الآن هو ان يتحذث احد هنا فوالدتها مريض ولن تتحمل ان يتكلم احدهما في عرض ابنتها …
من ناحية آخرى كان يحيى يقف وهو ينظر إليها …يعرف ان ما يفعله هو الجنون نفسه ولكنه لا يسيطر على تصرفاته مؤخرا وهذه ليست عادته لطالما كان رزين يعرف ما يفعله ولكن هي تجبره على فعل أمور جنونية …فهو من المفترض ان يكون بالمشفى الآن ولكن رغم ذلك وجد نفسه يتجه نحو منزلها وهو لا يعرف من الأساس لماذا اتى الى هنا لقد قرر الوقوف قليلا ليراها ثم يذهب ولكن هي رأته ماذا الآن وكيف سيبرر موقفه هل يقول لها انه لم ينام بالأمس وهو حائر ورفضها له جعله يختنق أكثر …لقد اخبرته ان حبه مجرد شفقة منه ولكنه متأكد ان الأمر ليس شفقة أبدا …الشفقة هي آخر شئ قد يشعر به نحوها …لا يجب أن يشفق احد على امرأة قوية مثلها …امرأة مصممة على الاعتماد على نفسها …رفضت عرض عمها في أحلك ظروفها ولم ترضخ لعرضه الدنئ بل قاومت وحاربت ومازالت تقاوم لتكون الأفضل …فكيف يشعر بالشفقة على أمراة مثلها …هي تستحق الإعجاب وليس الشفقة !!!!!
-دكتور يحيى !!!!
اخرجته من شروده وهي تهتف بإسمه بنفاذ صبر وعينيها البنية تتحركان بإضطراب خوفا من أن يراهما أحد معا …
نظرت إليه والنيران تندلع من عينيها وقالت:
-دكتور يحيى ايه اللي حضرتك بتعمله ده ؟!!ها قولي ؟!! .
-انا عايز اتكلم معاكي …
قالها بهدوء ولكن داخله كان أبعد بكثير عن الهدوء …
كادت أن تجن وهي تنظر إليه فقالت :
-دكتور يحيى مين…
ولكنه قاطعها وهو يقول بهدوء :
-جمب عيادة جورج فيه كافيه هستناكي فيه الساعة 11 الضهر عشان نتكلم ..مش هضيع من وقتك كتير …أنتِ لازم تسمعيني للآخر لاني مش هسيبك الا لما تسمعيني …
ثم بهدوء وبعد ان زلزلها استقل سيارته وأنطلق بها !!!!!!
هزت رأسها وقال بغضب:
-ده أكيد مجنون…أعمل ايه دلوقتي انا ياربي !!!
ثم دخلت منزلها وهي تهز رأسها بيأس منه …
…………
الساعة الحادية عشر …
كان يجلس على المقهي وهو ينتظرها …ينظر لساعته كل ثانية وهو يهز ساقه بتوتر … معقول انها لن تأتي …هل تجاوز حدوده معها بالشكل الذي جعلها غاضبة منه ولا تريد أن تأتي وتراه …هل فعل هذا بالفعل ….دعك يحيى عينيه وهو يعترف انه بالفعل تجاوز حدوده معها ولكنه يريد ان يتكلم معها بشكل عاجل …يجب أن تسمعه وتفهمه أيضا !!!
فجأة تجمد وهي يراها تدلف للمقهى تنظر حولها بإرتباك …بشرتها مصطبغة باللون الآحمر وتبدو في غاية الجمال …ذاب قلبه وهو يراها…متى اصبح مهووس هو حقا لا يعلم ولكن اصرار تلك الفتاة لتكون في افضل حال يعجبه كثيراً ….نهض وهي تقترب منه لتقول :
-اتفضل يالا قول اللي عايزه عشان امشي…لو حد شافني هنا معاك مش هيبقى لا كويس ليك ولا كويس ليا …
-ممكن تقعدي ؟!
-دكتور يحيى حضرتك ليه مش فاهمني مينفعش اللي بتعمله ده وانك كل شوية تظهر في طريقي وانك تقولي الكلام ده وتديني آمل وعايزني اقلب حياتي كلها عشانك !!!
-طيب ممكن تهدي وتقعدي!!
قالها بنبرة هادئة بينما هي بهذا الإنفعال …تنهدت هي بتعب وجلست .. ليجلس هو براحة فتكمل هي بإنفعال شديد:
-يالا لو سمحت ..أنا سايبة امي مع الست ماجدة واخترعت حجة عبيطة عشان اطلع …أتفضل قول اللي عايزه …
-أنا بحبك
غار قلبها داخل صدرها وأغمضت عينيها وهي تشعر بالدموع تلسع عينيها وقالت بنبرة مرتجفة :
-متقولش…متقولش كده لو سمحت …
-مقولش ايه ؟!اني بحبك يعني …ما دي الحقيقة ..
-ده مش ….
كادت أن تتكلم ولكنه قاطعها بقوة وهو يقول:
-انا الوحيد اللي عارف مشاعري كويس يا رانيا أنا عارفة إذا كان ده حب ولا لا …وبقولك بحبك وعايزك في الحلال ايه المانع ؟!
نظرت إليه بتعب وقالت:
-نسيت والدتك يا دكتور يحيى ..هي هتوافق على واحدة زيي…ايه هتخسر والدتك عشاني وصدقني لو كان جوابك أه أنا عمري ما هوافق على كده عشان اللي ملوش خير في اهله ملوش خير في حد …
-أمي أنا هتصرف معاها …
-هيجي في يوم وتضطر تيجي على حد عشان التاني وهتبقى معادلة صعبة يا دكتور ….
نهضت رانيا وقالت:
-صدقني ملناش فرصة …أنا لما اعترفت ليك قبل كده كنت شايفة الحياة وردية كنت شايفاك الأمير اللي هتاخد سندريلا لبعيد …بس الواقع ان الناس اللي زيي مينفعوش للي زيك …اتجوز واحدة من مستواك يا دكتور على الأقل تكون والدتك راضية عنها اسفة مش هحط نفسي في موضع اني اتهان كل شوية عشان بحبك …اسفة …
ثم تركته وغادرت وهي تمسح الدموع التي تطفر من عينيها…لقد رفضت السعادة للتو ولكنها تعلم ان الطريق الى سعادتها تلك ملئ بالشوك وانها قد تموت قبل ان تنال السعادة وتخسر كل شئ !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المساء …
وقفت امام المرآة وهي تعدل من وضع فستانها الأزرق الطويل كما يحبه هو …لطالما أخبرها انه يعشق الأزرق عليها لانه كان دوما هائما بعينيها لذلك عندما اخبرها انهما سيحضران حفل زفاف لصديق له مقرب قررت ان ترتدي هذا الفستان واخبرها انه بعد هذا سوف يأخذها ويتعشيا سويا في المقهى المفضل لهما…قررت الا تضع أي مساحيق تجميل سوى أحمر شفاه وماسكرا وها هي أخيراً قد اصبحت جاهزة وكانت راضية للغاية عن شكلها ….بالتأكيد سوف يفقد عقله عندما يراها …رنين هاتفها أخرجها من شرودها اللحظي وابتسمت وهي ترى انه هو المتصل ردت سريعا بحماس وهي تقول :
-ايوة يا حبيبي …
-ها يا نسرين جهزتي …
قالها فؤاد لتقول :
-ايوة يا حبيبي جهزت …
ابتسم ورد :
-طيب يا حبيبي أنا كمان قربت اوصلكم …يالا مسافة السكة واجيلك …باي ..
-باي ..
قالتها مبتسمة ثم أغلقت الهاتف وهي تتنهد بسعادة …هي سعيدة الآن ولا يزعجها سوى حالة ليان المسكينة ….كم تكر ه موسى لانه وضعها في تلك الحالة …لقد قضت الليلة معها بالأمس وحتى طيلة النهار لم تتركها وبقت معها وكادت ان ترفض الذهاب مع فؤاد ولكن ليان اصرت عليها أن تذهب وانها بخير وانها ستتجاوز الأمر …هي تعرف ان ليان قوية …ولكنها تعرف أيضا انها تعشق موسى فسيكون تجاوز موسى صعب للغاية …
تنهدت وهي تقرر الإتصال بليان لتطمئن عليها …
وعندما ردت عليها ليان بصوت مخنوق قالت نسرين بلوم:
-لسه بتبكي يا ليان ؟!
-الموضوع صعب يا نسرين …صعب اووي …أنا عايزة أعرف هو عمل فيا كده ليه ؟!
-ما طز فيه يا ليان …طز خلاص انسيه هو واحد حقير ميستاهلش أنك تفكري فيه خلاص طلعيه من دماغك بقا وعيشي حياتك …يا حبيبتي حرام تزعلي عشانه هو اللي خسران مش أنتِ بالعكس انتِ اللي كسبانة …
-بحاول يا نسرين …
قالتها ليان بإنكسار لترد نسرين بصرامة :
-حاولي اكتر يا ليان …عموما هعدي عليكي أنا وفؤاد وتيجي معانا وتغيري جو و….
ولكن ليان قاطعتها بسرعة :
-لا لا يا نسرين عشان خاطري متعمليش كده أنا مش عايزة اخرج …مش عايزة …معلش سيبيني نخرج يوم تاني أنا عايزة ابقى لوحدي شوية …
-ليان …
-عشان خاطري يا نسرين سيبيني لوحدي شوية محتاجة اقعد لوحدي شوية …
أغمضت نسرين عينيها بتعب وقالت ؛
-ماشي موافقة بس بشرط بكرة هاجي واخدك بالعافية من البيت وهخرجك اليوم كله وانتِ مش هتعترضي ….مفهوم !!!
ابتسمت ليان بإنكسار وقالت:
-حاضر …
-ماشي يا حبيبتي هقفل دلوقتي عايزة أي حاجة
هزت ليان رأسها ومسحت دموعها وهي تحاول ألا تنهار بالبكاء فنسرين قد تأتي لمنزلها الآن وتخرجها من المنزل رغما عنها …هي تعرف صديقتها وتعرف انها لن تتركها بمفردها تعاني وتبكي.
-مش عايزة حاجة يا حبيبتي عايزة سلامتك انبسطي انتِ …
ثم أغلقت نسرين الهاتف لتنفجر ليان بالبكاء وهي تلقي الهاتف جانبا وهي تنام على الفراش الذي كان ينام به موسى عندما كان في منزلهما …فبعد ان طرده عدي كانت تأتي هنا خلسة وتنام في غرفته وبتلك الطريقة تشعر انها قريبة منه ..واليوم أرادت ان تشعر انها ما زالت قريبة منه بتلك الطريقة يالها من مثيرة للشفقة فرغم ما فعله بها هي ما زالت تريد أن تكون قريبة منه …لقد اعترفت لنفسها انها حطمت كبرياؤها مرارا وتكرارا من اجله …نعم هي فعلت هذا وهو لم يقدر وما زالت تريق كرامتها الآن ولا تهتم فالألم في قلبها كان أقوى من ان يُحتمل !!!ضمت وسادته بقوة وأغمضت عينيها لتنام ويكون بطل أحلامها فقط هو !!!
……….
جهزت نسرين حقيبتها وكادت أن تخرج من الغرفة لتنتظر فؤاد أسفل البناية ولكن دخول والدها المفاجئ اوقفها…. تراجعت قليلا وهي تنظر إليه بينما تزدرد ريقها …كانت ما زالت تخاف منه ….نظر إليها كريم بحزن ….كم ابعد ابنته عنه بسبب اضطراباته…هذا بسببه…لا يمكنه لوم أحد …يعترف الآن ان خيا نة زوجته جعلت نفسيته تتدمر وقبل ان يعاقب زوجته على فعلتها عندما أكتشف خيانتها ماتت بحادث سيارة وافرغ هو احباطه في ابنته المسكينة …لقد حذرته نهى مرارا الا يفعل هذا وان ابنته لا تستحق تلك المعاملة ولكنه لم يستمع وها هو خسر ابنته وزوجة تحبه
-نسرين بنتي ممكن نتكلم …
قالها بهدوء …
-فؤاد جاي ياخدني دلوقتي ومفيش …
ولكنه قاطعها وهو يقترب منها ويقول:
-نسرين أنا بروح لدكتور نفسي !!!!
توسعت عينيها وهي تنظر إليه بصدمة فأكمل هو بإرتباك :
-احنا عايزين وقت طويل عشان نتكلم أنا وانتِ وهنتكلم بس مش دلوقتي …بس اعرفي اني آسف على كل حاجة عملتها معاكي …آسف اني اذيتك يا بنتي آسف اووي …أنا فضيت كل غضبي واحباطي وانتِ ملكيش أي ذنب ….حاولت كتير اعدل من نفسي بس مقدرتش وكنت كل مرة ببوظ الوضع اكتر …مديت ايدي عليكِ واهنتك وانتِ متستاهليش كده …أنا آسف يا بنتي …آسف !!!
وخزت الدموع عينيها ولكنها اطرقت برأسها وقالت بصوت ضعيف:
-فؤاد أكيد وصل أنا هنزل أشوفه …
ثم كادت أن تتجاوزه الا انه اعترض طريقها وضمها بقوة إليه وهو يبكي بقوة ….توسعت عينيها وهي تراه يضمها بتلك القوة كم تمنت ان يعانقها بهذا الشكل …تمنت كثيرا هذا …تمنت ان يعطيها ولو جزءا بسيطة من حنانه ولكن كل ما كانت تتلقاه منه هو الجفاء والمعاملة السيئة….لسعت الدموع عينيها وهي تشعر ان رغبتها دوما بأن يعانقها قد اختفت فبعض الأشياء عندما تأتي بعد طول انتظار لا يكون لها معنى كعناقه المتأخر …كحبه المتأخر …كندمه المتأخر !!!ابعدته عنها عندما رن هاتفها وقالت وهي تشير الى الهاتف :
-جوزي جه عن إذنك …
ثم تركته وغادرت الغرفة مسرعة …
……….
-حبيبتي مالك ؟!
قالها فؤاد بصدمة وهو يراها تدخل للسيارة والدموع تغرق وجهها…كان الحزن يحفر اثاره على وجهها …عانق وجهها وهو يمسح دموعها بحنان وقال:
-نسرين حبيبتي قوليلي ايه اللي حصل متقلقيش عليكي فيه ايه ؟!
-بابا…بابا….
توحشت عيني فؤاد وقال بإنفعال:
-هو عمل حاجة تاني ؟!
– حضنني !!
عبس في وجهها بدون فهم لتكمل وهي تبكي :
-تعرف أنا قد ايه استنيت الحضن ده يا فؤاد …عارف كان نفسي اووي انه يحبني …يهتم بيا …كان نفسي احس بحبه…احس بندمه انه بيعاملني وحش …والنهاردة حضنني وهو ندمان …بس محستش بالفرحة ولا أي حاجة …كانت مشاعري باهتة وكل اللي حسيت بيه الخنقة كنت عايزة ابعد عنه بأي طريقة …كنت مخنوقة اوووي يا فؤاد…مكنتش عايزاه يلمسني …أنا حاسة اني مبقتش احبه ولا بقيت مستنية منه أي حاجة …حاسة اني مبقتش متقبلة منه أي حاجة مهما قال وبرر لان اللي عمله كسرني يا فؤاد
تنهد فؤاد وهو ينظر إليها …انها صغيرة جدا على ان تحمل كل تلك الالأم …جذبها إليه وضمها بقوة وهو يقول :
-كل حاجة هتكون تمام يا نسرين …هنسيكي أي ألم حسيتي بيه قبل كده …من النهاردة مش هيكون في حياتك غير السعادة وبس …
ثم ابعدها عنه ومسح دموعها وقال:
-وعد مني هخليكي دايما تضحكي يا فراولة …
ضحكت بخفوت ليقول:
-ايوة كده أضحكي يلعـ ن ابو اللي يزعلك يا شيخة يالا نلحق فرح منصور ده ممكن يقتـ لني لو محضرتش …
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في احد الفنادق البسيطة نوعا ما وقفت بجوار زوجها وهي تبتسم بخجل …لقد قرر أمير إنهاء انتظاره واتمام زواجه منها اليوم …فبعد ان احترق منزل تحية وحسين وهما يعيشان بالمنزل معها الى حين اعادة المنزل المحتر ق كما كان …اخبرت عبير أمير ان يذهبا الى المنزل الذي يسكن به شريف فهو يمتلكه الآن ولكن أمير رفض بإصرار …واتى بها الى الفندق ….
ابتسم بلطف وهو يأخذ المفاتيح من موظف الاستقبال ثم أمسك كف زوجته والحقيبة الصغيرة التى يحملها وصعد للأعلى ….
……..
فتح الباب وجعل عبير تتقدمه لتفحص المكان جيدا …كانت تبتسم وهي تتأمل المكان وقالت:
-المكان لطيف هنا …صحيح الأوضة ضيقة بس حلوة اووي …
ثم نظرت الى الفراش المزين بالورود وضحكت بمرح قائلة:
-معقول أنت اللي عملت كده ؟!
اقترب منها وأمسك كفيها وقال:
-صاحبي شغال في الفندق ده وهو يعني ساعدني كتير …حبيت أول ليلة لينا تبقى مميزة يا بيري …أسف اني مش قادر اقدملك اكتر من كده …
عانقته وقالت؛
-كفاية أنك جوزي أنا مش عايزة اكتر من كده …كفاية اني عايشة معاك وهفضل معاك طول حياتي ….
ازدادت ابتسامته اتساعا ثم ابتعدت عنه قليلا وهي تقترب منه لتقبله ولكنه قال فجأة:
-لأ !!!
عبست بدون فهم ليبرر هو :
-الليلة دي عايز كل حاجة تكون مثالية يا بيري …كل حاجة تمشي على مهلها واولها تلبسي اللي انا أنا جيبتهولك ده …
ثم اخرج من الحقيبة الصغيرة حقيبة بلاستيكية آخرى ولكن اصغر واعطاها اياها ثم أخبرها ان تتجهز ثم اخرج هو منامته من الحقيبة وعطره المعتاد ثم بدأ بتغيير ملابسه ورش العطر عليه ثم رشه في أرجاء الغرفة …كان يريد ان تكون هذة الليلة مميزة للغاية …اراد ان تتذكرها طوال حياتها !!!
…..
بعد قليل …
خرجت من الحمام وهي ترتدي غلالة سوداء قصيرة بعض الشئ…كان وجهها محمر من الخجل وهي تخبي جسدها شبه المكشوف بيديها ولكنها تفشل….
ازدرد ريقه وهو ينظر إليها وقد أدرك انها اجمل ما راه في حياته …انها لم تفشل يوما في جعل دقات قلبه تتسارع بقوة …نهض وتقدم منه ثم جذبها إليه حتى اختلطت انفاسهما وقال:
-خايفة مني ؟!
هزت رأسها بالنفي وعينيها متعلقة بعينيه الذهبية كانت مبهورة بوعد السعادة في عينيه وقد قررت ان تسعده بدونها …لن تمنع عنه أي شئ …
ابتسم وهو يمرر اصابعه على وجهها وقال:
-طيب واثقة فيا ؟!
-اكتر ما بثق في نفسي …
قالتها مبتسمة فقال :
-حلو …حلو اووي ….
عانق وجهها وما هي الا لحظات حتي شهقت وشفتاه تحط على شفتيها يمنحها قبلتها الأولى تمسكت به بخوف امرأة لم تعتاد تلك المشاعر العاصفة بعد ليتبتعد عنها ويضمها بقوة وهي يقول:
-اهدي …اهدي متخافيش ….
ولكنها كانت ترتعش …ظل يضمها إليه لفترة طويلة كي يخفف من ذعرها وما ان شعر انها سكنت بين ذراعيه حتى حملها متجها بها الى الفراش …اسندها برفق وهو يقترب منها فقالت وهي تضحك بتوتر :
-انا خايفة دلوقتي حد يتصل علينا او يكسر علينا الباب …
ابتسم وقال:
-متخافيش أنا قفلت الموبايلات بنفسي ومقولتش لحد اني هنا غير صاحبي ده …يعني الليلة دي بتاعتنا وبس يا بيري ….
احمر وجهها واتسعت ابتسامتها وقد برزت نواجزها بشكل أكبر فقال متنهداً :
-بحب ابتسامتك اوووي …بتدوب قلبي …
وهي من ذابت من مغازلته البسيطة …اقترب هو منها وهو يحقق ما حلم به طويلاً…يحققه بالحلال …..
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-انا بحب المسرحية دي اووي …
قالتها سوسن وهي تضم ابنتها إليها بينما اعلنت المسرحية عن انتهائها …ابتسمت جواهر وقالت
:
-وانا كمان ورثت حبها منك انتِ يا ماما …بحبها اووي مسرحية العيال كبرت ليها معايا ذكريات حلوة …كفاية انها ذكرياتنا أنا وانتِ …
أغلقت جواهر التلفاز ثم جعلت والدتها تتسطح على ساقيها وقالت:
-ارتاحي دلوقتي يا ماما….
ثم أخذت تمرر يدها على رأس والدتها وتقول:
-عارفة يا ماما أنا يعتبر شوفت كتير في الحياة دي بس اللي اتاكدت منه أنك أغلى حد في حياتي كلها محدش هيحبني قدك ولا أنا هحب حد قدك …هتفضلي أغلى واحدة على قلبي ومش عايزة حاجة في الحياة دي غير أنك تبقي معايا للأبد … عارفة يا ماما … أنا…
ولكن جواهر توقفت عن الكلام وهي تجد ان والدتها أغمضت عينيها …
ابتسمت بإشفاق وقالت:
-يا حبيبتي شكلها تعبانة اوووي …
ثم هزتها برفق وقالت:
-ماما قومي نامي في اوضتك يالا…
ولكنها لم تحصل وعلى استجابة…
-ماما!
قالتها جواهر وهي تهزها بشكل أكبر …ولكنها لم تستجيب …وضعت جواهر رأس والدتها على الأريكة ونهضت وهي تركع بجوارها وتهزها :
-امي بقولك اصحي روحي اوضتك …قومي يالا…
ولكن سوسن لم ترد عليها ….
نهضت جواهر بسرعة ثم احضرت كوب من الماء وهي ترشه على والدتها ولكن أيضا لم تستيقظ ؛!!
-ماما.!!!
…….
خرج من القصر بعد ان اطمأن ان ليان قد نامت …الغضب يعصف به منذ البارحة…لقد كـ سر موسى قلب شقيقته وهو حذره الا يفعل هذا ورغم هذا فعله…فعله وكسرها …كم يريد قتـ له الآن …ليان الآن منهارة بسببه …لقد وعده انه لن يحطم قلبها ابدا ولكنه فعلها وحطم قلبها …انها الآن تعاني …شقيقته وهو يجب أن يعلم موسى درس لن ينساه بحياته …كاد ان يستقل سيارته الا ان رنين هاتفه اوقفه…اخرج هاتفه ليجد ان جواهر من تتصل به…ضغط على زر الأغلاق وقال:
-مش ناقصاكي انتِ كمان …
ولكن بعد ثواني اعادت الاتصال مرة آخرى ليرد تلك المرة ويقول بغضب :
-نعم عايزة ايه مش ناوية تسيبني في حالي !!!!
ارتجفت جواهر أكثر وقالت :
-انا اسفة اسفة حاولت اتصل بعبير وأمير الاتنين تليفونهم مغلق … وانا لوحدي مش عارفة أعمل ايه …
ثم نظرت جواهر الى والدتها المستلقية على الأريكة وقالت:
-بس ماما نايمة وبحاول اصحيها مش قادرة اصحيها رشيت عليها ماية وشممتها برفان ومفيش فايدة…أعمل ايه يا عدي عشان اصحيها ..مش عارفة اصحيها…
توسعت عيني عدي بقوة وقال وهو يستقل سيارته:
-انا جاي …جايلك يا جواهر متخافيش !
يتبع

الفصل الأربعون (لن أتركك )
لن أتركك سأمسك يدك حتى النهاية ….سأسعدك لدرجة ستنسين أحزانك كأنها لم تكن
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
وقفت جواهر بعيدا نسبيا عن الأريكة والطبيب يفحص والدتها بينما عدي يقف بجوارها واستطاع الشعور بتوترها …عندما اتصلت به أتى مسرعا وهو معه الطبيب والآن هو يفحص والدتها ….
نهض الطبيب ووجهه متجهم وقال :
-الله يرحمها …
ظلت جواهر تنظر إليه ببلادة ….شعرت للحظة ان هذا الطبيب مجنون …ربما هو ليس طبيب بارع…لا يفرق بين الموت والنوم …فقالت:
-لا لا يا دكتور ايه اللي بتقوله ده بعيد الشر انت جاي تفول على أمي ولا ايه ؟!هي بس نايمة …هي نومها تقيل انت متعرفش …بس أنا أعرف …نومها تقيل اووي …كتير افتكرت انها لا قدر الله ماتت وسابتني لدرجة انها عيطت عليها بس عرفت بعدين انها كانت نايمة …لو سمحت يا دكتور اكشف عليها تاني …
نظر إليها الطبيب بشفقة وقال:
-شدي حيلك …
هزت راسها مرة آخرى وضحكت بدون تصديق ؛
-انت شكلك دكتور مبتفهمش…..
تجهم الدكتور اكثر وظهر عليه الإنفعال ولكنه قدر الحالة النفسية التي تمر بها وكما انه يعرف عدي معرفة شخصية لذلك التزم الصمت واطرق برأسه
اتجهت جواهر الى عدي وقالت:
-عدي الدكتور ده مش عارف حاجة …روح جيب دكتور غيره عشان يصحي ماما …
نظر عدي الى حسام بإعتذار ثم اعاد انتباهه لجواهر التي تتكلم معه بكل بساطة ….
-جواهر ..
قالها عدي بتردد وهو ينظر إليها …..كان ينتقي كلماته بعناية…كان يخاف عليها …لا تبدو انها في حالتها الطبيعية …
-عدي سمعتني روح جيب دكتور تاني يالا يصحي.ماما …الدكتور ده مش عارف حاجة ….
اقترب منها ثم أمسك كفيها وشد عليهما وقال :
-شدي حيلك يا جواهر …أنا هتكفل بكل اجراءات الدفن …..فيه مكان معين تحبي تدفني والدتك فيه زي مقابر للعيلة او …
ولكنها سحبت يديها وقالت:
-ايه ..ايه اللي انت بتقوله ده …انت مجنون أنت كمان ولا ايه ؟!انت عبيط شكلك …أنا هصحيها بنفسي …انتوا الاتنين ملكومش فايدة….
ثم اقتربت من والدتها وجلست بجوارها وهي تهز فيها وتقول :
-اصحي يا سوسن يالا عشان تروحي تنامي في اوضتك الناس دوول بيقولوا كلام مش معقول …يالا يا ماما قولي ….
نظر حسام بيأس إليها واتجه إلى عدي وقال:
-انصحك.تعرضها على دكتور نفسي أعتقد أنها في صدمة وهتنهار في أي وقت …بسرعة يا عدي …البنت ممكن يحصلها حاجة ….
تنهد عدي بقلق وهو ينظر إليها وهي تحاول افاقة والدتها…كان عاجز عن فعل اي شئ …يخاف ان يقول لها أي شئ وتنهار ….شعر بالدموع تلسع عينيه وتذكر لحظة وفاة والديه …انه يعرف هذا الألم جيداً …..
نهضت جواهر وقالت وقد تجمعت الدموع بعينيها …:
-ما هو مينفعش تموتي…مش ممكن يكون ده حصل …مش ممكن …انتِ قولتي هتبقي معايا …أنا مليش غيرك …قوليلي مين تاني معايا غيرك …الكل طردني برا حياته حتى بابا …أنا مليش غيرك يا ماما …فلا مستحيل تكوني سبتيني …ده حلم …لا لا ده كابوس …ايوة كابوس …أنا في كابوس دلوقتي وهفوق منه قريب ….
ثم استدارت وهي تلج للغرفة…ولج عدي خلفها بسرعة ليجدها تتجه الى الفراش وتتسطح عليه …
-بتعملي ايه ؟!
قالها عدي بصدمة وهو يرى جواهر تنام على الفراش …
نظرت إليه وقالت:
-ده مجرد كابوس يا عدي مش حقيقي …ماما مماتتش…أنا بحلم.بكابوس …بس اصحى هتكون موجودة .!!
نظر إليها بدون تصديق وهو يفهم انها طريقتها لحماية نفسها من الألم….انها تنكر …اختارت ان تكذب على نفسها وتوهمها ان كل هذا مجرد كابوس مريع…فنحن من نختار ردود فعلنا على أي خبر نتلقاه …نختار الطريقة التي سوف نتعامل بها لنشفى سريعا ونجنب نفسنا الكثير من الالام ولكن جواهر اختارت الهروب …..اختارت أصعب الطرق لإيلامها …..
اقترب عدي منها وهو محطم مثلها …لم يظن أبدا ان حزنها سوف يؤثر به لتلك الطريقة ولكنه أثر …لقد اخبر نفسه الأيام السابقة انه سوف ينساها وانها لا تهمه…ولكنها تهمه…تهمه كثيرا!!!…
جلس على الفراش ثم قبل رأسها وقال بهدوء :
-ارتاحي يا حبيبتي أنا هعمل كل حاجة ….كل حاجة ….
-لما اصحي ماما هتكون موجودة …هتكون موجودة…
هكذا اقنعت عقلها وهي تنام بعمق
ثم خرج من الغرفة وهي يخرج هاتفه ويتصل بعبير ولكن هاتفها كان مغلق …وأمير أيضا …
زفر بضيق وقال:
-مش وقته خالص !!
ثم تذكر انه قابل حسين زوج تحية وأخذ رقمه ….
اتصل بحسين وهو يتمنى ان يرد ….وبالفعل ما هي الا لحظات الا وكان رد عليه
-عدي بيه ازاي حضرتك ؟!
-اهلا ازيك يا أستاذ حسين ممكن اعرف فين عبير وأمير بتصل بيهم تليفونهم مغلق…
-والله يا عدي بيه معرفش هما قالوا انهم هيباتوا برا البيت النهاردة وحتى احنا حاولنا نوصلهم موبايلاتهم مغلقة ….
أغمض عدي عينيه وهو يتنهد بتعب ويقول :
-شكرا يا أستاذ حسين …شكرا ليك …
ثم أغلق الهاتف وقد قرر هو أن يأخذ مسؤولية دفن والدة جواهر واعلان وفاتها عبر الجامع القريب من هنا ….
………..
بعد ثلاث ساعات … ……
استطاع عدي اخراج تصريح الدفن واعلن عن وفاة والدة جواهر واهتم بكل الإجراءات اللازمة منها تبليغ المقربون من جواهر من الذين يعملون معها في المركز التجميلي …
………
كان يقف على التراس تاركا جواهر النائمة مع السيدة ميريهان والاخريات يحاولون افاقتها ولكنها ترفض ان تنهض وكل ما تخبرهم به ان هذا هو كابوس وهي سوف تفيق…كان يتم تغسيل سوسن وقدر أرادت السيدة ميريهان من جواهر ان تودع والدتها للمرة الآخيرة ولكن جواهر لم تستجيب لها……
فقدت السيدة ميريهان الأمل في جواهر وخرجت للتراس وهي تنظر الى عدي بفضول …كانت تريد أن تعرف من هو بالضبط فمن هيئته يبدو انه ثري….
-لامؤاخذة يعني ممكن اسألك سؤال؟!
قالتها ميريهان بفضول لينظر إليها عدي فتكمل هي :.
-انت مين ؟!تعرف جواهر من فين ؟!
لم يتردد عدي وقال:
-انا خطيبها … …
احتارت اكتر وقالت:
-بس جواهر مقالتليش انها مخطوبة …
-عشان حصل بينا شوية مشاكل بس اتحلت الحمدلله …
هزت ميريهان رأسها وقالت:
-أه فهمت عشان كده كانت زعلانة الفترة اللي فاتت باينها كانت بتحبك اوووي …
هزت رأسها بحزن مرة أخرى وقالت :
-مسكينة جواهر ..والدتها كانت كل حاجة في حياتها بعد ما ابوها مشي وسابهم …اتحملت المسئولية من صغرها …المسكينة اتعذبت كتير ياريت انت تكون العوض ليها…
-هكون العوض ليها أكيد …
قالها بنبرة مختنقة وهو ينظر امامه بينما يشعر وكأن شئ بغيض يقبع على صدره …انها تعاني …حبيبته تعاني الآن …لقد عاملها بقسوة في الوقت الذي كانت بأمس الحاجة إليه …لن يسامح نفسه ابدا !!!ولكنه منذ الآن لن يتركها بمفردها أبداً…سيساعدها لتجاوز تلك المحنة …سيرسم السعادة على وجهها مجددا …كل الحزن الذي عاشته سيمحيه بل رجعة ولكن أولا ..أولا سوف يتزوجها …لن يتركها هنا عرضة للحزن والاكتئاب …سيساعدها حتى تتخطى موت والدتها ….
تنهد بتعب وهو يفكر في أخذها معه الى منزله بعد دفن والدتها فلو بقت هنا بمفردها قد نحن….سوف يأخذها …حتي لو رغماً عنها !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي …
رفرفرت بعينيها وابتسامة سعيدة تزين وجهها …بينما وجنتيها مصطبغة باللون الأحمر …كان قلبها يدق بقوة وهي تتذكر أحداث الليلة السابقة …تتذكر كيف كان بالغ الرقة معها وكيف ان المشاعر التي عصفت بها بالأمس كانت غريبة عليها ..وجميلة أيضا ….
نظرت إليه وهو نائم وغار قلبها في صدرها …انها تحبه كما لم تحب احداً من قبله …هو الوحيد الذي ينسيها كل شئ سئ في الحياة …وجودها فقط هو بهجة بالنسبة لها …رفعت كفيها ثم أخذت تمرره على وجهه وهي تبتسم بخجل وما ان اقتربت من شفتيه حتى فتح فمه وعضها …
-آه …
صرخت بفعل المفاجأة وهي تسحب كفها على الفور ليفتح عينيه.وترى الخبث يقبع بهما …احمرت أكثر وهي ترفع الغطاء وتغطي وجهها لتتسع ابتسامته وقد قرر ألا يزعجها او يحاول فعل ما يخجلها بل سحبها إليه وضمها الى صدره وهو يقول :
-ايه رأيك نقضي يوم كمان هنا …هنفضل قافلين موبايلاتنا ونتفسح اليوم كله مع بعض وبعدين نيجي ننام هنا وبكرة نروح لتحية كده كده أنا قولتلها إحتمال نقضي ليلتين برة …ها نكمل هنا ولا حابة ترجعي …
ازاحت الغطاء عن وجهها قليلا وقالت:
-نكمل هنا …مش عايزة أرجع النهاردة …
قبل رأسها وقال مبتسماً :
-تمام اووي يالا يا حبيبتي اجهزي عشان جهزتلك خروجة حلوة اوووي
-هتوديني فين ؟!
قالتها بلهفة ليرد وهو يداعب انفها :
-دي مفاجأة يالا روحي خدي شاور واجهزي أنا النهاردة هفسحك فسحة مش هتنسيها طول عمرك …
ابتسمت له ثم قالت بإرتباك لذيذ ..
-طيب ممكن تودي وشك الناحية التانية عشان اروح الحمام …
هز رأسه وهو يستدير للناحية الآخرى …أخذت هي بسرعة القميص الملقي على الأرض ثم ارتدته وركضت للحمام ليضحك هو بمرح عليها ثم يغمض عينيه براحة ويفكر ان الحياة تبتسم له الآن …

في الحمام …
أخذت عبير وقتها في الاستحمام ثم لفت المنشفة حول جسدها جيدا وهي تفرك كفيها بإرتباك وتفكر كيف ستخرج له بهذا المنظر!!!انها تشعر وكأنها سوف تموت من الخجل …هزت راسها وهي تضحك على نفسها …أخبرت نفسها انه زوجها…لم تخجل منه ..
قررت ان تخرج من الحمام بثقة كبيرة فهو لن يأكلها…
فتحت الباب وخرجت وهي تقول بإرتباك :
-فيه حاجة جبتها معاك البسها ولا البس هكوم امبارح …
نظر اليها فجأة وتجمد وهو يراها تخرج بتلك الهيئة …كيف يمكنها أن تكون جميلة في كل الاحوال ؟!…كيف يمكنها أن تكون جميلة جدا وبسيطة جدا في نفس الوقت …انها ساحرة ببساطة ….
ارتبكت عبير وهو ينظر إليها بتلك الطريقة وكادت أن تدخل للحمام مرة الأخرى ولكنه وصل اليها في الوقت المناسب وضمها إليه….رفعها إليه وهو ينظر بأعماق عينيها …
-أم…أمير …مفروض أننا هنخرج صح ؟!أكيد مش هنفضل هنا طول اليوم ؟!
ابتسم لها وهو يمرر اصابعه على شفتيها المرتجفة وقال:
-تعرفي قبل ما أتجوزك لما كنتِ عايشة معايا في نفس البيت …تعرفي حاولت قد ايه اني ابعد ايدي عنك …كام مرة حاولت مبصش عليكي بس عينيا كانوا بيخنوني زي قلبي اللي نبهته ميحبكيش وحبك يا عبير …عملتي فيا ايه …بقيت مهووس بيكي…وبتفاصيلك …بشوفك جميلة في أي حالة ومبقتش عايز غيرك …حاسس أنك نصي التاني اللي كنت بدور عليه …أنا افتكرت أني عمري ما هحس بالمشاعر دي بس جيتي انتِ وقلبتي حياتي كلها …بقيت حاسس أنك مسؤوليتي …بقيت بحس اني مسئول أحميكي …ومسئول أسعدك…ومسئول اني اشوف الضحكة الجميلة دي على وشك عشان ضحكتك بتدوبني …
ابتسمت عبير وعينيها تبرق بقوة لينحني هو بشفتيه ويقبل نواجزها واحدة تلو الآخرى …ثم اتجهت شفتيه لشفتيها يقبلها مجددا ومجددا يعيش معها كل ما حلم بفعله منذ أول مرة دق قلبه لها …لقد عرف من البداية انها استثنائية …عرف ان لا مثيل لها …حملها بين ذراعيه وهو يقبلها متجها الى الفراش لتنفصل عنه وهي تقول بلهاث:
-أمير انت وعدتني نخرج…هتخلف وعدك من أولها !!!!!
-وأنا اقدر يا حبيبي …
أنزلها على قدميها وقال وهو يحضر الفستان الذي اشتراه لها بالأمس وقرر ان يهاديه اياها …
-اتفضلي يا حبيبتي ده الفستان اللي هتخرجي بيه ….
أخذت عبير الفستان وهي تبتسم بلهفة وقالت:
-شكله حلو اووي يا أمير ربنا يخليك ليا يارب شكرا اووي ….
أنا هلبسه دلوقتي واجهز عقبال ما انت تأخد شاور …
هز رأسه موافقا وقال وهو يضع اصبعه على خده ويقول مشيرا لها :
-طيب مش هتبوسي جوزك حبيبك عشان الهدية دي …أنا مينفعنيش الشكر الناشف ده هو أنا ابن عمتك….
ضحكت برقة وهي تقترب منه وتقبله على وجنته فقال :
-يالا الخد التاني عشان بيغير …
قبلته على وجنته الآخرى وهي تضحك …
ثم اشار على شفتيه وقال:
-اصله ده بالذات بيتقمص ….
رفعت حاجبيها وقالت وهي تدفعه نحو الحمام :
-يالا يا حبيبي بلاش دلع عشان نخرج بسرعة لو اعتمدت عليك هنقضي باقي اليوم هنا …
استدار بسرعة وسرق من شفتيها قبلة ثم دخل الحمام مسرعا وقال :
-انا مبسيبش حقي….
أغلق الباب لتضع هي كفها على قلبها وتضحك…انه مثالي لها …أمسكت الفستان وهي تنظر إليه وقررت ان ترتديه …
بعد لحظات وقفت امام المرآة وهي تنظر الي نفسها وعينيها تبرق بقوة بينما الفستان الأزرق الواسع الذي اشتراه لها يلائمها تماما …دارت حول نفسها وهي تضحك بسعادة …كانت تشعر انها حورية …كانت ترى انها جميلة للغاية …..ولكن كان هناك شئ ناقص في سعادتها تلك ….موقف جواهر منها كان يحزنها ….فجواهر قد انهت علاقتها بها وهي لا تلومها…تعرف كم ان جواهر حزينة بسبب ما حدث لها بسبب والدها وقد قررت عبير أن تذهب إليها غداً ولن تذهب حتى تتكلم معها ……شئ أخبرها ان تفتح الهاتف وتتصل بها الآن ولكنها تراجعت كليا عن الفكرة …هذا الوقت مخصص لها هي وزوجها …يمكن لمشكلتها مع جواهر ان تنتظر … ..
هزت راسها وهي تفرغ عقلها تماما ..أمسكت الحجاب ثم ارتدته ولم تضع أي شئ على وجهها سوى الكحل. …أخيرا ابتسمت وهي ترى نفسها في المرآة …بدت حقاً رائعا الجمال ..
ارتجفت قليلا وهي تسمع صوت صفير إعجاب …نظرت لتجده أمير قد خرج من الحمام ويضع منشفة حول وسطه بينما يلتهمها بنظراته …ابتسمت بخجل وهي تنظر إليه وقالت:
-حلو عليا الفستان …
اقترب مبتسما وقال:
-الفستان مكانش حلو الا لما انتِ لبستيه يا بيري …
اطرقت برأسها ووجنتيها تحمران خجلا …اقترب منها وتلمس وجنتيها وقال:
-كل حاجة فيكي جميلة اووي يا عبير ….
-طيب خلاص خلينا نخرج بقا شكلك مش ناوي تخرجنا …
ضحك وقال:
-لا لا ناوي طبعا وده يصح…استني البس هدومي بدل الفوطة دي وبعدين نخرج ..
هزت رأسها وهي تدير رأسها بينما هو يرتدي ثيابه ويجهز نفسه …وما ان انتهي تماما نظرت إليه عبير بإعجاب وهي تجده يرتدي قميص أزرق وبنطال جينز …
غمز لها وقال:
-ايه رأيك مطقمين مع بعض اهو …
ضحكت برقة وهي تمسك يده ويخرجان من الغرفة …
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-رايح فين؟!
قالتها ورد بتذمر وهي ترى ياسين ينهض من على الفراش ..
نظر إليها ياسين وقال:
-هكون رايح فين يعني يا حبيبتي …رايح الشغل …مروحتش امبارح ولازم اروح النهاردة…
مطت شفتيها بحزن مصطنع وقال:
-يعني مينفعش تأخد إجازة النهاردة كمان … عايزاك تبقى معايا النهاردة …ممكن ؟!
تنهد وهو يقترب منها ويقبل رأسها قائلاً:
-قريب اوووي هاخد إجازة كبيرة يا روحي وبعدين هبقى معاكي طول اليوم بس النهاردة ضروري اروح …..
ابتسمت وقالت:
-خلاص يا حبيبي مفيش مشكلة روح …
قبل شفتيها سريعا ثم ابتعد وقال:
-ماما وياسمين هنا يعني متخافيش ووالدتك كمان جاية هياخدوا بالهم منك اووي لحد ما اجيلك وانتِ هتبقي مؤدبة ومش هتتحركي من مكانك الا للحمام وبس مفهوم …
-مفهوم يا باشمهندس
قالتها مداعبة اياها…
-جدعة يا مرات الباشمهندس…
قالها ضاحكا وخرج من الغرفة وقد حمل ثيابه وخرج متجها الى الحمام …وقابل والدته فقال:
-ماما خلي بالك من ورد متخليهاش تعمل حاجة ممكن.؟!
-اكيد يا ياسين بس انت رايح الشغل …
-ايوة يا ماما رايح الشغل ..
اجاب ياسين بثبات ولكن والدته نظرت إليه بإرتياب وقالت :
-ياسين هتروح الشغل …
-أنتِ عندك شك اني هروح مكان تاني يا امي ….
تنهدت والدته وقالت:
-انا متأكدة يا ياسين أنك رايح عندها …يا ابني خلاص سيبها منها لله هو اللي يحاسبها المهم انكم رجعتوا تعملوا اللي قالكم عليه الشيخ أمجد.والتزمتوا في الورد والصلاة مش مهم الباقي …..
تنهد ياسين …والدته كالعادة تكشف الذي سيفعله قبل ان يفعله لا يعرف حقا كيف تفهمه بتلك الطريقة …ولكنه كان مصمم على ان يذهب لجوري….ولا أحد سوف يمنعه…قبل ياسين رأس والدته وقال:
-متخافيش يا ماما أنا مش متهور ولا هعمل حاجة تورطني في أي مشاكل …
ثم ولج للحمام …
هزت والدته رأسها بيأس …انها تعرف كم ان ابنها عنيد ..هو لن يستسلم وسيفعل ما برأسه …لا أحد يستطيع اقناع ياسين بشئ لا يريده….تنهدت هي وقالت:
-ربنا يسترها عليك يا ابني ويهديك يا رب …
تتمنى من كل قلبها الا يتهور أبنها أي شئ قد يؤذيه …تريده فقط ان يبتعد عن تلك المرأة الخبيثة…فهي تعرف كم ان جوري امرأة ليست سهلة أبدا!!!
….
استحم ياسين بسرعة ثم خرج وارتدى ثيابه في غرفته بينما ورد كانت تنظر إليه وهي مبتسمة وقالت:
-القميص الأزرق بيليق عليك اووي …
-وايه الجديد أنا كل الالوان بتليق عليا …اصلا الهدوم بتبقي حلوة عشان أنا بلبسها …
عبست وقالت بغيظ :
-امتي تبطل النرحسية اللي فيك دي يا ياسين …الواحد بيندم انه بيقولك كلمة حلوة …
ضحك ياسين بتسلية وقال:
– عمري ما هبطل نرجسية طول ما أنا متجوزك …
هزت رأسها بيأس…
…..
انتهي ياسين من ارتداء ملابسه ثم خرج من المنزل بعد ان وصى والدته على ورد واستقل سيارته ثم أنطلق بها….اتصل بزميله وأخيره انه لن يأتي الى العمل اليوم …ثم اتجه بسيارته الى منزل والدة جوري …قرر ان ينهي الأمر …يجب أن ينتهي كل شئ اليوم ….
……
وصل الى منزل والدة جوري ….
-اهلا يا ياسين أتفضل يا بني …
قالتها والدة جوري بود فرغم كل شئ هي تحترم ياسين كثيرا وشعرت بالحزن عندما ترك ابنتها …
ولج ياسين للمنزل وقال بنبرة جامدة :
-اتصلتي بجوري ؟!
هزت رأسها وقالت:
-ايوة يا بني اتصلت بيها زي ما قولت مرضتش اقولها أنك اللي طلبت مني كده …بس هو فيه ايه ياسين …ليه عايز تشوف جوري هنا ؟!هي عملت حاجة تاني يا بني …
ضحك ياسين بسخرية وقال:
-والله يا ست الكل بنتك مبيتتهدش غير اما تعمل كوارث ونضطر أنا وانتِ نلم وراها مصايبها اللي متنطورة في كل حتة دي …أنا معرفش كنت مستحمل عيلة زيكم ازاي …ده أنا ليا الجنة …
عبست هي وقالت:
-فيه يا ابني ؟!
ضحك ياسين مرة أخرى وقال:
-والله يا حاجة أنا بحسدك على الروقان اللي انتِ فيه ده …سبحان الله أنا شايل الطين بسبب الغندورة وانتِ بكل روقان بتقولي فيه ايه يا بني …أنا لو كملت في الجوازة دي كنت هتجلط منك انتِ وبنتك …
عرفت ان جوري بالتأكيد قد فعلت شئ خطير …
-شكل اللي عملته المرة دي صعب وكبير …
-يوووه يا حاجة دي فضيحة بجلاجل بنتك المرة دي هتدخلكم السجن او أنا هدخل السجن بسببها بعد ما اقتلهالك بإذن الله …
ارتبكت هي أكثر …بينما قلبها يدوي داخل صدرها…ماذا فعلت ابنتها الغبية الآن ؟!الن تكف جوري عن محاولتها تسميم حياة من حولها …نظرت الى ياسين بتوتر لتجد إمارات الغضب على وجهه وعرفت ان الأمر الآن ليس هين أبدا….رنين جرس المنزل اخرجها من شرودها …ابتسم ياسين في وجهها وقال :
-افتحي لبنتك الغندورة خليها تدخل ….
هزت هي رأسها بسرعة واتجهت الى الباب وفتحته لتجد جوري تنظر إليها بتعب وتقول:
-خير يا ماما عايزاني في ايه ؟!
-ادخلي يا بنتي …ادخلي …
عبست جوري ولكنها لم تجادل اكثر من هذا بل ولجت الى المنزل ….فجأة تجمدت وهي تجد ياسين بصالة المنزل يجلس على الأريكة بكل راحة …
-اهلا …اهلا بالغندورة …اتأخرتي ليه عليا يا قلبي ؟! أنتِ مش عارفة ان بعدك عني جحيم …
اتسعت عيني جوري بدهشة وهي تسمع كلماته …نهض ياسين وهو يقترب منها وقد توحشت عينيه…شعرت جوري للحظات بالخوف منه وازدردت ريقها بصعوبة وهي تتراجع للخلف …
-انت …انت بتقرب ليه يا ياسين …
-ايه مش عايزاني أقرب منك يا عيون ياسين …ده أنتِ كنتِ هتموتي عشان أقرب منك نسيتي القميص الأزرق وردني يا ياسين …انبسطي يا جوري السحر اللي عملتيه جاب نتيجة !!!!
توسعت عينيها على الآخر وهي تنظر إليه برعب …لقد عرف …عرف …تلعثمت وهي تقول :
-س…سحر….سحر ايه ؟!!!
-أنت هتستهبلي يا روح أمك …جرا ايه يا بت فاكراني حمار ولا ايه ؟!!السحر اللي عملتيه كنت الدجال المعفن بتاعك اسمه عدلي صح ؟!أه سمعت عنه …
نظر اليها من اسفل الى أعلى يقرف وقال:
-وعارف طريقته الرخيصة في السحر …وأكيد أنا عارف جنب الفلوس انتِ قدمتيله ايه …جسمك صح ؟!!
-ايه اللي بتقوله ده يا ياسين ؟!
صرخت والدة جوري وهي لا تفهم ما الذي يحدث.
برقت عيني ياسين وقال:
-اقولك أنا يا حجة …بنتك المحترمة عملت سحر لمراتي عند.دجال رخيص زي اشكالها اسمه عدلي ولو سألتي عنه هتعرفي طرقه الرخيصة وبنتك المحترمة عشان تفرق بيني أنا وورد قدمت جسمها هدية ليه…يا ترى خلتيه يلمسك كام مرة عشان تعملي سحر …بعتي نفسك ليه كام مرة يالا انطقي عايز اعرف قد ايه انتِ رخيصة ومعندكيش شرف ولا حتى اخلاق …
-الكلام ده صحيح يا جوري …
قالتها والدتها بصدمة وهي تقترب منها … كانت لا تصدق ان ابنتها اتبعت هذا الطريق…لا تصدق !!!
احست انها بحلم بشع …مدت والدة جوري كفها وشدت شعر ابنتها وهي تصرخ:
-انطقي يا بت اللي بيقوله ياسين ده صح…..
ثم بدأت تصفعها بقوة وتضربها وهي تقول :
-أنت عمرك ما هتتغيري…هتبقي مختلة زي أبوكي …زي أبوكي بالضبط …..
ثم شدتها من ذراعها وادخلتها الغرفة واغلقت عليها وهي تصرخ:
-مش هتطلعي من هنا تاني يا جوري …انسى أنك تعتبي برا الأوضة دي …هتفضلي فيها لحد ما تموتي!!!
لهثت والدة جوري وهي تضع كفها على قلبها ونظرت الي ياسين وكادت أن تعتذر الا ان ياسين قال :
-انا هبلغ عن الدجال ده عشان يتحبس …بس على قد ما جوري غلطانة…غلطك أكبر أنك اهملتي بنتك ومش عرضتيها على دكتور. نفسي الحقيها عشان هي بقت خطر على نفسها وعلى اللي حواليها….سلام يا هانم …
ثم استدار وغادر لتجلس هي على الأرض وتجهش بالبكاء ….
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

كانت تجلس على مكتبها …العيادة اليوم هادئة نوعا ما …والعمل ليس كثيراً وهذا لم يساعدها ابدا فقد وجدت نفسها تفكر في يحيى وكلامه …رباه هي عاجزة تماما عن نسيان ما قاله لها!!!هي تفكر به كثيرا منذ البارحة …حتى انها قضت الليل كله تبكي على حظها …لما لا يمكنهما ان يكونا سويا …لما لا يمكنهما الحصول على سعادتهما !!!لما كل شئ ضدها !!!!…
هزت رانيا راسها وهي تخرج كل تلك الافكار من عقلها…لا ترغب ان تفكر به بعد اليوم …لقد اتخذت قرارها وانتهى الأمر …دعكت عينيها بتعب وقد بدأ يتوافد مرضى قليلون الى العيادة وانشغلت هي بعملها ….
…..
في المشفى …
كان جالس هو على كرسيه الدوار يتحرك به وهو يفكر فيها …لا يستطيع التوقف عن التفكير بها ….انها تشغل عقله بالكامل ……أصبح شارد معظم الوقت حتى أنه تجنب الجدال مع والدته بسببها ….ووالدته التي شعرت بحزنه لم تضغط عليه اكثر من هذا بل التزمت الصمت …وعندما اخبر والده بسبب رفضها له اخبره ان يحاول مجددا …ولكن الى متى سوف يحاول …هل ستقبل يوما ان ترتبط به…يعرف ان ارتباطهما صعب …يعرف ان والدته لن تصمت وسوف تصل جام غضبها على رانيا …يجب أن يتأكد أولا انه سوف يستطيع حمايتها ليرتبط بها …لا يمكنه الزواج بها وتركها لوالدتها لكي تفرغ فيها احباطها لا يمكنه أن يفعل برانيا هذا …لا يمكن …
نهض وهو يشعر بالضيق ونظر الى النافذة وهو يقرر ان يذهب إليها اليوم ويتكلم معها مرة آخرى …سيعدها انه سوف يحميها لن يترك احد يهينها وحتى انه سوف يتزوجها في منزل بعيد عن والدته…فقط لتكون له …هو حقا يحبها ….
هز رأسه وهي يخرج كل تلك الافكار من عقله ويخرج من المكتب وهو ينهمك في عمله ويقرر ان ينساها ولو قليلا حتي ينتهي دوامها ويذهب إليها ….
….
بعد انتهاء دوامها …
خرجت من عيادة الدكتور جورج وهي شاردة لتجده امامها…لم تغضب او تنفعل بل تنهدت ودقات قلبها تتسارع …اقترب هو منها مسرعا وقال:
-المشكلة اني مش قادر انساكي …
أطرقت وجهها بخجل فقال بإضطراب :
-أعمل ايه عشان تكون لينا فرصة ….
نظرت إليه وقالت:
-تقدر تستناني ؟!تستنى لحد ما اتعلم وأليق بيك .؟!دي الطريقة الوحيدة عشان يكون لينا فرصة مع بعض اني أقصر الفروق اللي بيننا …هتقدر ؟!
….
في احد البارات …
كان هو يجلس بينما يشرب وهو ينظر الى هاتفه حيث كانت صورة ليان هى خلفية لهاتفه ….كان يتلمسها برقة بينما يشعر بالدموع تلسع عينيه …لحظات وكانت الدموع تنسكب من عينيه بينما يكتم فمه كي لا يجذب انتباه أحد …شعر بقلبه يعتصر داخل صدره…لقد خسرها للأبد …للأبد ولكن كان هذا لمصلحتها فهو لا يمكنه ابدا ان يضحي بها …لا يمكن أن يعرض حياتها للخطر ولا يمكنه أن يفقدها كما فقد روان ..فلو حدث هذا هو لن يعيش …سوف يقتل نفسه حقاً …
أغمض عينيه وهو يتذكر ما حدث قبل خطبته …
……
كان يقف أمام المرآة وهو يصفر بسعادة…لا يصدق ان اليوم سوف يرتبط بها رسميا وبعدها سوف يتزوجها لتكون ملكه للأبد !!!
هذا أفضل شئ حدث له في حياته …ان يتزوج ليان أخيراً وتكون ملكه …انه لم يحب احد من قبل مثلها …لقد استولت عليه بطريقة لم يفعلها احد من قبل …لقد سبته بالفعل …سابية القلوب تلك ….
رنين جرس منزله اخرجه من شروده …خرج من الغرفة وهو يتجه الى الباب ليفتحه فجأة تجمد وهو يرى فتاة جميلة و سمراء تقف أمام المنزل تنظر إليه بقلق وتقول:
-ازيك.يا قيصر .
-مايا …أنتِ !!!!
ولجت للمنزل بسرعة بينما تسارعت دقات موسى والرعب يعصف به …مايا تكون عشيقة صاموئيل …هل وجده صاموئيل؟!….
كل تلك التساؤلات كانت تعصف بعقله ولا توجد امام عينيه الا صورة واحدة فقط …صورة ليان وهي ميتة !!!!!
لسعت الدموع عينيه…رباه لا …هو سوف يموت لو هذا حدث ….يجب أن يحمي ليان مهما حدث …
اقترب موسى من مايا ونظر إليها برعب…
-متخافش يا قيصر انت تعرف اني عمري ما أذيك…صحيح أنا عشيقة صاموئيل بس ولائي ليك أنا عمري ما هنسى انت ساعدتني قد ايه …أنا جاية هنا عشان أقولك ان صاموئيل بيراقبك وعايز يعرف انت بتحب مين لانه شاكك وعايز يقتلها بنفس الطريقة اللي قتل بيها روان …هو شايف ان دي الطريقة الوحيدة اللي يقدر يدمرك بيها …صاموئيل اتجنن يا موسى …مستعد يعمل أي حاجة عشان يحرق قلبك زي ما حرقت قلبه على ابنه وهربت …
كان موسى يتنفس بصعوبة …يشعر انه سوف يموت …مستحيل هذا ليس صحيح …رباه هو لو ارتبط بليان الآن بالتأكيد. صاموئيل سوف يعرف انها هي حبيبته…سوف يعرف ان ليان هي الفتاة التي يحبها وسوف يؤذيها وهو لن يسمح له أن يفعل هذا ابدا ….لن يلمس أحد ليان …ان اضطر حتى لإحراق قلبه ولكنه لن يسمح لأحد بأن يؤذي من يحبها أكثر من الحياة. …..
….
عاد من شروده وهو يتذكر ان بعد ذهاب مايا مباشرة ذهب لليان واخبرها انه لا يحبها …كان يريد ان يبعدها عنه …يريد ان يحميها ولكن قلبه من يحترق الآن …هو من سوف يموت ….مسح دموعه بقوة ونهض وهو يشعر بالتعب….خرج من البار وهو يستقل سيارته وينطلق بها مسرعاً….
….
بعد دقائق معدودة وصل لمنزله وخرج من سيارته ليجد مايا تقف امام البناية وهي تفرك كفيها بتوتر واقترب منها ليتكلم معها …
كانت ليان تقف بعيد والدموع تنفجر من عينيه وهي تراه يمسك كف تلك الفتاة الجميلة ويصعد بها للأعلى ….
……
فُتح الباب ليدخل موسى ومايا سويا …قال موسى بتعب :
-اقعدي هنا مؤقتا لحد ما نشوف هنعمل ايه في المشكلة دي …متخافيش يا مايا أنا معاكي …
هزت مايا رأسها وقالت:
-صاموئيل واحد معندوش قلب يا موسى خايفة يعمل فينا حاجة …
-مش هيقدر يعمل حاجة متخافيش يالا روحي ارتاحي و ….
قاطع كلامه رنين جرس المنزل …عقد حاجبيه بحيرة …
-ده…ده أكيد صاموئيل جاي وهيقتلنا !!!
-بس متخافيش اهدي ..
نظر من العين السحرية لتتسع عينيه ويفتح الباب وهو يقول بخشونة:
-بتعملي ايه. هنا في الوقت ده يا ليان ؟!!!!
دخلت ليان وصرخت بشراسة :
-قولي انت البنت دي بتعمل ايه هنا عندك وفي الوقت ده يا أستاذ …ومين دي اصلا ؟!
-وأنتِ مالك ؟!
قالها ببرود لتبهت هي فيكمل
-أنتِ ليه لحد دلوقتي بتجري ورايا؟!!
-عشان بحبك …وانت بتحبني وعايزة اعرف سيبتني ليه ؟!
-هو انتِ افتكرتي اني بحبك بجد ؟!للدرجادي انتِ غبية يا ليان ؟!
قالها موسى بقسوة لتنفجر الدموع من عينيها فيكمل هو :
-انا عمري ما حبيتك ولا عمري هحبك …أنا كنت بتسلى بيكي ولما لقيت الموضوع داخل في سكة الجواز قولت اخلع …
جذب الفتاة السمراء التي بجواره وضمها وأكمل :
-ليه أتجوزك واقيد حريتي وابقى مع ست واحدة
هزت رأسها دون تصديق وقالت ببكاء:
-موسى ليه بتعمل كده ؟؟من يومين بس كانت مفروض تكون خطوبتنا وانت كنت مبسوط ..ازاي دلوقتي اجي بيتك والاقيك مع واحدة….ليه بتحاول تبعدني عنك…ليه ؟!ليه عايزني اكرهك ؟!
ابتعد عن السمراء واقترب وهو يقول بغضب:
-عشان معندكيش كرامة …قولتلك مبحبكيش …مبحبكيش …..ورغم اني قولتلها كتير مصممة برضه تبقي معايا وانا مليت..يالا اطلعي من بيتي مش عايز اشوف وشك تاني …يالا …
ثم كاد ان يجذبها من ذراعها ليخرجها من المنزل الا انها ابتعدت وهي تقول من بين شهقاتها :
-انا …أنا هخرج من هنا لوحدي ..وعمري ..عمري ما هسامحك يا موسى …أنا مستحيل ارجعلك …مستحيل ولو حتى جتلي راكع على رجليك مش هرجعلك يا موسى …مش هرجعلك…وعمري ما هسامحك على كسرة قلبي وهدعي دايما يجي اللي يكسر قلبك زي ما كسرت قلبي وندمتني اني في يوم حبيتك …أنا كرهت الحب بسببك …وكرهت نفسي عشان حبيتك وده كله بسببك !
ثم غادرت راكضة وهي تكتم فمها بينما دموعها تنفجر اكثر فأكثر …لن تسامحه ابدا …ابدا !!!!
تراجع موسى وجلس على الأريكة بتعب …الدموع احتشدت بعينيه …لقد جرحها مجددا …حطمها الآن نهائيا …ليته لم يفعل هذا…ليته قُص لسانه قبل ان يتفوه بكل تلك الأشياء ولكنه كان خائف عليها …خائف ان يضعف ويعود لها فيعرف صاموئيل انه يحبها …تنهد بتعب وأغلق عينيه بينما الدموع تنساب منهما…
-هي دي اللي بتحبها ؟!
كان هذا سؤال مايا الذي اخرجه من شروده …هز رأسه بسرعة وقال:
-لا لا انا مش بحبها …مش بحبها …
-انت بتكدب عليا ولا بتكدب على نفسك يا قيصر انت بتحبها ده باين في عينيك….يمكن هي بسبب غضبها مشافتش الحب اللي في عينيك بس أنا شوفته …بس الغريبة مادام بتحبها بتبعدها عنك ليه؟! …
ابتلع ريقه ونظر الى مايا وقال:
-فكري شوية كده وهتعرفي ليه!!
جلست بجواره وهي تقول :
-عشان صاموئيل يعني ؟!…طيب ما تبقى معاك وتحميها ده أمن ليها من أنك.تسيبها …
هز موسى رأسه وقال:
-مظنش هقدر احميها …هفشل زي ما فشلت احمي روان يا مايا وهخسرها زي ما خسرت روان …ووقتها مش هتحمل …مش هتحمل أبدا !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡
-بس اليوم كان حلو اوووي …
قالتها عبير وهي تضحك برقة بينما تمسك كف أمير وتدخل غرفتها …
شدها أمير إليه وقال؛
-وهيبقى احلى دلوقتي .
ثم اقترب لكي يقبلها ولكنها ابتعدت بدلال وقالت:
-لا معلش هفتح موبايلي ثانية اشوف حاجة وبعدين انا ملكك …
رغم ضيقه الأ انه وافق …
فتحت عبير هاتفها لتطمئن على جواهر…ستتصل بها مرة واحدة قبل أن تذهب إليها غدا ….ولكنها عبست وهي تجد تنبيهات بإتصالات عديدة من عدي …
خفق قلبها برعب واتصلت به ….
وما أن رد وقبل أن تتكلم كان قد اخبرها ما حدث فصرخت برعب قائلة :
-أيه ؟!مامة جواهر ماتت ؟!!!!!!
يتبع

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط